في العادة يمتد النطاق الذي يعمل فيه رجال الأعمال ليشمل العديد من الدول، ويندر أن تجد أحد رواد الأعمال يقتصر نشاطه التجاري والاستثماري داخل دولة واحدة دون غيرها. حيث تزخر التجارة الدولية والمشاريع الممتدة عبر الدول المختلفة بالكثير من فرص الربح الواعدة. لكن القيام بذلك ليس بهذه السهولة في ظل الحدود بين الدول والقيود على المفروضة على السفر ومنح التأشيرات، ناهيك عن الأنظمة الضريبية والتعقيدات القانونية التي تواجه مثل هذه المشاريع الكبرى. ولعل هذا هو ما يدفع الكثير من المستثمرين إلى السعي للحصول على جنسية ثانية تكفل لهم حرية السفر بين الدول وتمنحهم امتيازات ضريبية وفرص استثمارية لا حصر لها.

بالرغم من وجود الكثير من الدول التي تقدم برامج للجنسية عن طريق الاستثمار في مختلف أنحاء العالم، إلا أنه عند التفكير في الحصول على جنسية ثانية فإن أول ما يتبادر إلى الذهن في الغالب سيكون برامج الجنسية الاقتصادية الخاصة بدول الكاريبي، مثل دومينيكا وسانت كيتس ونيفيس وغرينادا وأنتيغوا وبربودا وسانت لوسيا.

ما يميز هذه البرامج ويمنحها شعبية كبيرة وخاصةً بين المستثمرين ورجال الأعمال ليس فقط أنها تمنح الفرصة للحصول على الجنسية في إحدى الجزر الكاريبية رائعة الجمال تعتبر من أجمل الأماكن على مستوى العالم لقضاء العطلات على مدار العام. وإنما بسبب مجموعة من العوامل الأخرى التي تعتبر من الأولويات عند التفكير في الأمر من الناحية الاقتصادية، وتتلخص تلك العوامل في انخفاض التكلفة النسبية لتلك البرامج بالنظر إلى المزايا التي يتم الحصول عليها في المقابل مثل ميزة الحصول على جواز سفر ثانٍ يتيح إمكانية السفر بدون تأشيرة إلى أكثر من 140 وجهة بينها دول منطقة شنغن وبريطانيا وسنغافورة والعديد من وجهات الأعمال الأخرى التي يعرف المستثمرون قيمتها ومدى أهمية الأسواق التي تتيح لهم فرصة الوصول إليها بشكل مباشر.

بالإضافة إلى ذلك تعتبر غالبية تلك الدول بمثابة ملاذات ضريبية تساعد رجال الأعمال في تقليل الأعباء الضريبية التي يتعين عليهم في العادة دفعها على أرباحهم، حيث لا تفرض في الغالب أية ضرائب على رأس المال أو الثروات أو الدخل المتأتي من الخارج، وبالتالي يصبح الأمر فائدة مزدوجة تعود على حاملي الجنسيات المزدوجة وجوازات السفر الثانية.

وبالإضافة إلى دول الكاريبي هناك العديد من برامج الجنسية الأخرى المميزة والتي تتيح نفس المزايا، مثل البرامج الأوروبية التي تقدمها الجبل الأسود (مونتينيغرو) ومالطا وقبرص، وكذلك برنامج دولة فانواتو التي تقع في منطقة أوقيانوسيا.

بفضل جواز السفر الثاني يصبح من السهل على كثير من رجال الأعمال التوسع في حجم أعمالهم بفضل المناخ الاستثماري المشجع والتسهيلات الكبرى التي تقدمها تلك الدول للمستثمرين لمساعدتهم على تنمية أعمالهم، بالإضافة إلى العلاقات التجارية الواسعة التي يمكن إقامتها مع كافة الأطراف في أنحاء العالم بعيدًا عن الإجراءات المعقدة المعتادة. لذلك تعتبر الجنسية الثانية وجواز السفر الثاني بالنسبة لرواد الأعمال هي بوابتهم لدخول عالم حيث كل شيء متاح لهم لممارسة أعمالهم وتجارتهم الدولية بحرية، بعيدًا عن أي عقبات كانت تقف بطريقهم.